الصفحة الرئيسية  رياضة

رياضة بعدما أصبح الوضع خارج السيطرة : أوقفوا البطولة إذا كنتم عاجزين عن حماية الحكام واللاعبين والصحفيين

نشر في  09 أفريل 2014  (09:30)

بقلم: عادل بوهلال

بلغت درجة التهور والخروج على النص في كرة القدم التونسية مرحلة لا تطاق باتت تنبئُ بما هو أخطر خصوصا في ظل صمت غير مبرر ولا مفهوم من القائمين على تسيير الكرة.. فما حدث في ملعب قفصة بمناسبة لقاء القوافل والملعب القابسي من عمليات منع للصحفيين للقيام بواجبهم وتغطية المباراة يعتبر وصمة عار على جبين الكرة التونسية، خصوصا وأن هذه الحادثة ليست الأولى التي تحصل في ملاعبنا، حيث يتذكر الجميع ما حصل في قابس أيضاً بمناسبة مباراة الملعب القابسي ونادي حمام الأنف عندما مُنعت كل وسائل الإعلام من دخول الملعب في سابقة لم تحصل لا في الهند ولا في السند. وقد اندهشت وأنا أتابع تصريح أحد مسؤولي القوافل قوله أن قرار منع الإعلاميين من مواكبة المباراة هو قرار صادر عن الجماهير ولا علاقة للهيئة المديرة به، وهو تنصّل واضح من المسؤولية وتبرير غريب غرابة تصرّف فئة من الجماهير التي لا يمكن أن تمثّل في كل الأحوال أحباء القوافل الرياضية بقفصة.
إن ما حصل يوم الأحد الفارط في قفصة من ترهيب وتهديد وتخويف للإعلاميين وحتى للاعبي الفريق المنافس يبرز أن الوضع الكروي ببلادنا أصبح خارج السيطرة ويُؤكد أن عمليات الترهيب هذه قد تكون وسيلة عند البعض لتحقيق انتصارات قد لا تتحقق في الوضع العادي، وهو ما يعني التأثير الواضح على السير العادي للبطولة وبالتالي على نتائج وترتيب بقية الفرق. لذلك لابد من التحرّك بقوّة واتخاذ قرارات استثنائية مادمنا نعيش وضعا استثنائيا كأن تُخصم نقاط المباراة من كل فريق يستعمل أساليب الترهيب والترعيب ويمنع وسائل الإعلام من مواكبة وتغطية المقابلة، هذا علاوة على خصم عائدات حقوق البث التلفزي من نصيبه لإعادة الأمور إلى نصابها والضّرب بحزم وبقوّة ضدّ المتجاوزين والمخالفين حتى نقطع نهائيا مع هذه المظاهر المقزّزة التي جعلتنا نهجر الكرة ونكرهها نتيجة التسيّب والإهمال والعنف..
إن إيقاف هذا التيار الجارف لن يحصل طالما ظلّ الجميع يتهرّب من المسؤولية لتعلاّت واهية وربما لأسباب ليس لها علاقة بالرياضة، لأنّ العنف الذي مانفك يتفاقم وبأشكال وأنواع مختلفة بات يهدّد اللاعبين والمسيرين والحكام والإعلاميين أكثر من أي وقت مضى، وبالتالي ليس لدينا من حلول سوى إيقافه وردع مرتكبيه أو إيقاف البطولة إذا عجزنا عن توفير الأمن والحماية الضروريتين لكل أطراف اللعبة وأخفقنا في ضمان السير العادي للمقابلات في إطار ما تنص عليه قوانين ولوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم.